إنشاء «بورصة الخليج للسلع» شراكة بين «دبي للطاقة» و«تداول» السعودية
شراكة رائدة في الشرق الأوسط
توقّعت شركة مجموعة تداول السعودية القابضة، شراكة رائدة في مجال الأسواق المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اتفاقية ملزمة مع المساهمين الحاليين في شركة “دي إم إي القابضة المحدودة” المالكة لبورصة دبي للطاقة، واحدة من بورصات السلع الرائدة عالميًا، للاستحواذ على حصة تبلغ نسبة 32.6% من أسهمها. وبناءً على هذه شراكة ، ستصبح مجموعة تداول السعودية أكبر مساهم في البورصة، إلى جانب مجموعة بورصة شيكاغو التجارية ومساهمين آخرين، بما في ذلك جهاز الاستثمار العماني وشركة دبي القابضة، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الرائدة عالميًا في القطاعين المالي والتجاري. كما تتيح الاتفاقية لمجموعة تداول السعودية الفرصة لزيادة حصتها في المستقبل.
الأسهم التي تم الاستحواذ عليها تشمل مجموعة متنوعة من الأسهم الجديدة والقائمة، ومن المقرر توجيه الاستثمارات المجمعة من خلال الأسهم الجديدة لتوفير الموارد المالية اللازمة لتمكين بورصة دبي للطاقة من مواصلة مسيرتها نحو النمو. يُعتبر هذا الاستثمار فرصة مثالية للاستفادة من القدرات والخبرات ذات المستوى العالمي، مما يُسرع من وتيرة نمو بورصة دبي للطاقة كواحدة من أبرز بورصات السلع في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الاتفاقية تدعم الجهود الاستراتيجية للاستفادة من الموقع الجغرافي لمنطقة الشرق الأوسط بالقرب من مراكز إنتاج السلع الأساسية الرئيسية والأسواق النهائية. حيث تعتبر بورصة الخليج للسلع جسرًا مهمًا يربط بين مراكز الإنتاج والاستهلاك. تساهم هذه الشراكة في تمكين بورصة الخليج للسلع من تلبية الطلب في أسواق الطاقة والمعادن والسلع الزراعية، ودعم رحلة التحول العالمي نحو اقتصاد مستدام من خلال إطلاق عقود مشتقات جديدة.
بورصة دبي للطاقة تأسست في عام 2007 وتقع مقرها الرئيسي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد أطلقت العقد الآجل لخام عمان الذي يُعتبر ثالث أهم مؤشر لأسعار النفط على مستوى العالم. وتتم مقاصة جميع الصفقات الجارية في بورصة دبي للطاقة من خلال مركز المقاصة التابع لبورصة شييكاغو التجارية، الذي يخضع لتنظيم لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأمريكية
وفي ضوء شروط الاتفاقية، يعتبر ضمان سلامة ونزاهة العقود الآجلة لخام عمان أمرًا أساسيًا لجميع الأطراف المعنية. وتم التوصل إلى اتفاق ينص على عدم تغيير أي من جوانب العقود الآجلة لخام عمان في الصفقات المحتملة. ولضمان التزام الطرفين بالقواعد المتعلقة بالحياد واستكشاف أسعار النفط الخام، لن تتم عمليات تداول أو شراء أو بيع لعقود النفط الخام السعودي، أو إطلاق مؤشرات تتبع أداءها، أو تسليم النفط الخام السعودي مقابل العقود الآجلة لخام عمان عبر بورصة دبي للطاقة.
تخضع هذه الصفقة لشروط إغلاق الصفقات، بما في ذلك الموافقات التنظيمية المطلوبة. وبعد إتمام صفقة الاستحواذ من قبل مجموعة تداول السعودية، ستستمر بورصة دبي للطاقة في مزاولة أعمالها من مقرها الرئيسي في مركز دبي المالي العالمي، وستبقى تخضع لتنظيم سلطة دبي للخدمات المالية. كما ستواصل مجموعة بورصة شيكاغو تقديم خدمات التكنولوجيا التجارية من خلال منصة “سي إم إي جلوبكس” لمركز المقاصة التابع لبورصة دبي للطاقة.
ويجدر بالذكر أن عمليات مركز المقاصة التابع لبورصة شيكاغو التجارية تخضع لإشراف لجنة تداول السلع الآجلة، بهدف الحفاظ على نزاهة الصفقات التي تتم في بورصة دبي للطاقة وضمان الالتزام بالتزامات المالية من قبل الأطراف المتعاقدة، دون أن يطرأ أي تغيير على أدوات التحوط المتاحة للمتداولين.
أعرب أحمد شرف، رئيس مجلس إدارة شركة “دي إم إي القابضة المحدودة”، عن سعادته بالترحيب بمجموعة تداول السعودية كمساهم رئيسي في البورصة، ووصف القرار بأنه بوابة لدخول سوق السلع العالمية، معبرًا عن ثقته في قدرات بورصة دبي للطاقة على تلبية الطلب المتزايد على السلع الأساسية وتعزيز دورها في الانتقال نحو مستقبل أكثر استدامة.
وأشار المهندس خالد الحصان، الرئيس التنفيذي لمجموعة تداول السعودية، إلى أهمية هذا الاستثمار الذي يسمح للمجموعة بالوصول إلى واحدة من أهم فئات الأصول على مستوى العالم وتوفير فرص جديدة لتنويع مصادر الدخل والاستثمارات. كما أكد على استمرار التعاون واستكشاف الفرص الجديدة والاستفادة من الموقع الاستراتيجي لتلبية الطلب العالمي.
من جهته، رحب ملهم الجرف، نائب رئيس جهاز الاستثمار العماني للاستثمار، بانضمام مجموعة تداول السعودية كمساهم جديد في بورصة دبي للطاقة، وأكد على دور هذه الشراكة في تعزيز موقع البورصة كبورصة رائدة في المنطقة والحفاظ على أعلى مستويات النزاهة.
وفي الختام، أعرب ديريك سامان، الرئيس العالمي للسلع والخيارات والأسواق الدولية في مجموعة بورصة شيكاغو التجارية، عن تطلعهم للتعاون مع مجموعة تداول السعودية كشرييك رئيس في بورصة الخليج للسلع وتعزيز دورها كمركز رئيسي للتداول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأكد أيضًا على أهمية استثمار مجموعة تداول السعودية في بورصة دبي للطاقة لتطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات المستثمرين الدوليين وتمنحهم إمكانيات إدارة المخاطر
بهذه الخطوات، تتجه بورصة دبي للطاقة نحو تعزيز مكانتها كمركز مالي رائد في قطاع الطاقة والسلع على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتواصل مجموعة تداول السعودية تعزيز قدراتها وتنويع محفظة استثماراتها، مما يعزز التكامل الاقتصادي والتجاري في المنطقة ويسهم في تحقيق أهداف النمو والاستدامة.
إجمالًا، يعكس الاستثمار الاستراتيجي لمجموعة تداول السعودية في بورصة دبي للطاقة رؤية واضحة لتعزيز التكامل الاقتصادي وتعزيز دور المنطقة في الساحة العالمية. ومع توجه الاقتصادات نحو التنويع والاستدامة، يمثل هذا الاستثمار خطوة هامة نحو تعزيز البنية التحتية المالية وتوفير فرص استثمارية جديدة ومتنوعة، مما يعزز النمو الاقتصادي ويدعم الرؤى الاستراتيجية للدولة في إطار رؤية 2030.
يعزز الاستثمار في بورصة دبي للطاقة دور المنطقة في الاقتصاد العالمي ويسهم في تحقيق الاستدامة والتنمية الشاملة. بالتعاون مع شركاء استراتيجيين مثل مجموعة تداول السعودية وشركة دي إم إي القابضة المحدودة، يتم تعزيز قدرة البورصة على تقديم منتجات مالية مبتكرة ومتطورة تلبي احتياجات المستثمرين وتدعم نمو الاقتصاد المحلي والإقليمي.
من الجدير بالذكر أيضًا أن هذا الاستثمار يسهم في تطوير سوق الطاقة والسلع في المنطقة، وبالتالي يجذب المزيد من رؤوس الأموال ويعزز الثقة في البيئة الاستثمارية. كما أنه يفتح الباب أمام فرص استثمارية جديدة في قطاعات الطاقة والسلع ويساهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
بهذه الطريقة، يكون الاستثمار في بورصة دبي للطاقة فرصة استثمارية مهمة للمستثمرين الدوليين والمحليين على حد سواء. فهو يقدم فرصة للمشاركة في النمو الاقتصادي وتحقيق العوائد الجيدة، بالإضافة إلى دعم التنمية المستدامة وتعزيز الثقة في الأسواق المالية.
من الواضح أن الاستثمار في بورصة دبي للطاقة يعزز التكامل الاقتصادي ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ومع استمرار تطور السوق وتحسين بيئة الاستثمار، فإن هذا الاستثمار سيظل يلعب دورًا مهمًا في دفع عجلة الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.