...

سبريد الفوركس: ما هو؟ وما تأثيره على تداول العملات؟

 

ما هو السبريد في تداول الفوركس؟

في عالم تداول العملات الأجنبية، يُعد فهم مفهوم سبريد الفوركس أمرًا أساسيًا لكل من يرغب في دخول هذا السوق الضخم. فعندما تنظر إلى شاشة التداول، سترى دائمًا سعرين لأي زوج من العملات: أحدهما يسمى سعر البيع (Bid)، والآخر سعر الشراء (Ask). الفارق بين هذين السعرين يُطلق عليه اسم “السبريد”، وهو ببساطة سبريد الفوركس.

لنفترض أنك ترغب في تداول زوج العملات الشهير EUR/USD، ووجدت أن سعر الشراء هو 1.1050، بينما سعر البيع هو 1.1048. الفرق بين السعرين هو 0.0002، أو ما يعادل نقطتين (2 Pips). هذا هو سبريد الفوركس، وهو ما يدفعه المتداول ضمنيًا كتكلفة عند فتح الصفقة.

لكن لماذا يوجد هذا الفارق؟ لأن شركات الوساطة لا تقدم خدماتها مجانًا. فهي تربح من هذا الفرق، أي من سبريد الفوركس، وهذا يُعد بديلاً عن فرض عمولة صريحة في كثير من الأحيان.

كلما كان سبريد الفوركس منخفضًا، كلما قلت التكلفة على المتداول، وزادت فرص تحقيق أرباح أسرع. أما إذا كان السبريد مرتفعًا، فسيكون على المتداول أن ينتظر تحرك السعر بمقدار أكبر لتعويض هذه التكلفة. لهذا السبب، يفضل المتداولون المحترفون التعامل مع وسطاء يقدمون سبريدًا ضيقًا وشفافًا.

في هذا المقال وخلال الفقرات التالية سنتعمق أكثر في أنواع سبريد الفوركس، وكيف يمكن حسابه، والعوامل التي تجعله يرتفع أو ينخفض، حتى تتمكن من اتخاذ قرارات تداول أكثر وعيًا واحترافية.

ما هو السبريد

تعريف السبريد في الفوركس

السبريد، أو ما يُعرف بـ سبريد الفوركس، هو أحد أهم المفاهيم الأساسية التي ينبغي على كل متداول مبتدئ أو محترف أن يستوعبها جيدًا. ببساطة، هو الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع لزوج العملات في لحظة معينة. وهذا الفرق لا يُرى كرقم مستقل على منصة التداول، بل يُحسب ضمنيًا بين السعرين المعروضين.

كل عملية تداول تبدأ عندما يختار المتداول شراء أو بيع عملة ما، لكنه لا يحصل على نفس السعر في كلا الاتجاهين. فلو أردت شراء زوج EUR/USD مثلاً، قد يظهر لك سعر الشراء 1.1052 وسعر البيع 1.1050. الفارق هنا هو نقطتان (2 Pips)، وهو ما يُعرف باسم سبريد الفوركس. هذا الفارق يُعتبر بمثابة تكلفة دخول الصفقة. فأنت تبدأ تداولك بخسارة تساوي قيمة السبريد، ويجب أن يتحرك السوق لصالحك على الأقل بنفس المقدار حتى تبدأ بتحقيق أرباح. لذا، كلما كان سبريد الفوركس أقل، كانت الصفقة أكثر كفاءة وربحية.

بعض شركات الوساطة تُظهر السبريد بشكل واضح، بينما قد تدمجه شركات أخرى ضمن التسعير دون توضيح، مما يجعل فهمه مهمًا لتقييم مصداقية الوسيط ومدى شفافيته. فمعرفة سبريد الفوركس ليست فقط أمرًا تقنيًا، بل أداة لاتخاذ قرار تداول ذكي وأقل تكلفة.

 

أنواع السبريد

يأخذ سبريد الفوركس أشكالًا مختلفة بحسب نوع الحساب، وسياسات الوسيط، وطبيعة زوج العملات المتداول. لكن بشكل عام، يُمكن تقسيم السبريد إلى نوعين رئيسيين، يندرج تحتهما تصنيفات فرعية تؤثر على أسلوب التداول وتكلفته.

أنواع السبريد

السبريد الثابت مقابل المتغير

  • سبريد الفوركس الثابت: هو نوع من سبريد الفوركس لا يتغير مهما كانت ظروف السوق. يبقى الفارق بين سعر البيع والشراء نفسه حتى خلال التقلبات الشديدة أو عند صدور الأخبار الاقتصادية. هذا النوع من سبريد الفوركس يُستخدم غالبًا في حسابات مخصصة للمبتدئين أو في بيئات تداول مستقرة، ويمنح المتداول وضوحًا في تكلفة كل صفقة.
  • سبريد الفوركس المتغير: يتحرك صعودًا وهبوطًا حسب سيولة السوق والطلب على الزوج المعني. فقد تراه ضيقًا جدًا في أوقات السيولة المرتفعة (مثل الجلسة الأوروبية أو الأمريكية)، ويتسع كثيرًا في أوقات التقلب أو انخفاض النشاط. هذا النوع يُفضل للمتداولين المحترفين الذين يتابعون الأسواق عن كثب ويستغلون الفرص قصيرة الأجل.

 

نماذج السبريد الواسع والضيق

سبريد الفوركس الضيق يعني أن الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع صغير جدًا، وأحيانًا لا يتجاوز نقطة واحدة. هذا النوع يظهر عادة في الأزواج الرئيسية مثل EUR/USD وUSD/JPY أثناء فترات نشاط السوق. انخفاض السبريد هنا يجعل تكلفة التداول أقل بكثير، ما يُشجع على تنفيذ صفقات متكررة.

أما سبريد الفوركس الواسع، فهو يعني أن الفارق بين السعرين أكبر من المعتاد. يظهر غالبًا خلال فترات انخفاض السيولة، أو عند تداول أزواج نادرة، أو في أوقات صدور بيانات اقتصادية مهمة. هذا يزيد من تكلفة الصفقة ويقلل من فرص الربح السريع.

 

السبريد في الأزواج الرئيسية والنادرة

الأزواج الرئيسية، وهي التي تضم الدولار الأمريكي مقابل عملات رئيسية أخرى، مثل EUR/USD أو GBP/USD، تُعد الأكثر تداولًا في سوق الفوركس. وبالتالي، تتمتع بسيولة مرتفعة وسبريد الفوركس فيها يكون عادةً ضيقًا ومنخفض التكلفة.

على الجانب الآخر، نجد الأزواج النادرة أو ما يُعرف بالأزواج الغريبة (Exotic Pairs)، مثل USD/TRY أو EUR/ZAR. هذه الأزواج تتداول بشكل أقل ولديها سيولة ضعيفة نسبيًا، ما يؤدي إلى توسع سبريد الفوركس كثيرًا، وبالتالي تكلفة أعلى عند فتح وإغلاق الصفقات.

 

كيفية حساب السبريد

بالتأكيد إن فهم طريقة حساب سبريد الفوركس يُساعد المتداول على تحديد تكلفة الصفقة بدقة. رغم أن الحساب بسيط، إلا أن إتقان هذا الحساب ضروري لتقدير العوائد المحتملة وتجنّب المفاجآت عند تنفيذ الأوامر.

كيفية حساب السبريد

خطوات عملية لحساب السبريد

يُحسب سبريد الفوركس من خلال طرح سعر البيع (Bid) من سعر الشراء (Ask) لزوج العملات الذي تريد تداوله.

الصيغة الأساسية كالتالي:

السبريد = سعر الشراء − سعر البيع

مثال عملي: إذا كان زوج EUR/USD يُظهر سعر شراء 1.1040 وسعر بيع 1.1038، فإن:

سبريد الفوركس = 1.1040 − 1.1038 = 0.0002

أي ما يعادل نقطتين (2 Pips)، لأن الرقم يقع في الخانة الرابعة بعد الفاصلة. هذه هي تكلفة الدخول في الصفقة التي يدفعها المتداول ضمنيًا. من المهم ملاحظة أن بعض الوسطاء يعرضون الأسعار بخمسة أرقام عشرية، وفي هذه الحالة تكون النقطة (Pip) في الخانة الرابعة، بينما الخانة الخامسة تُسمى “نقطة عشرية جزئية” (Point).

كلما كان سبريد الفوركس أقل، كلما كانت الصفقة أكثر كفاءة، خاصة للمتداولين على المدى القصير أو من يعتمدون على استراتيجيات السكالبينج.

 

أمثلة تطبيقية مثل (EUR/USD)

دعونا نأخذ مثالًا عمليًا على زوج EUR/USD، وهو من أكثر الأزواج تداولًا في العالم.

سعر الشراء: 1.1065

سعر البيع: 1.1063

سبريد الفوركس= 1.1065 − 1.1063 = 0.0002 = 2Pips

هذا يعني أن المتداول يبدأ الصفقة بخسارة مقدارها 2 نقاط يجب أن يغطيها السوق ليبدأ بتحقيق الربح. لذا، في هذا المثال، إذا ارتفع السعر إلى 1.1067، يكون المتداول قد حقق ربحًا صافياً قدره 2 نقاط. أما في حالة زوج أقل سيولة، مثل USD/TRY، قد يكون سبريد الفوركس أكبر بكثير — يصل إلى 10 نقاط أو أكثر — مما يجعل الصفقة مكلفة، ويحتاج المتداول إلى تحرك سعري كبير لتعويض التكلفة. معرفة كيفية حساب سبريد الفوركس تتيح للمتداول التحكم في مخاطره بشكل أكبر، واختيار الوقت والزوج المناسبين لتقليل التكاليف وتحقيق أرباح أفضل.

 

العوامل المؤثرة على السبريد

يُعد سبريد الفوركس أحد أهم المقاييس التي يتأثر بها تداول العملات، ويتغير بناءً على عدة عوامل سوقية وتقنية، تؤثر بشكل مباشر على تكاليف المتداول.

العوامل المؤثرة على السبريد

السيولة وحجم التداول

السيولة تمثل مدى سهولة تنفيذ الصفقات دون تحريك الأسعار بشكل كبير. كلما زادت السيولة في زوج العملات، أصبح من السهل تنفيذ عمليات البيع والشراء بسرعة وبأسعار متقاربة، مما يُقلل من سبريد الفوركس. الأزواج الرئيسية مثل EUR/USD وUSD/JPY تحظى بأعلى مستويات السيولة بسبب التداول الكبير عليها يوميًا، مما يجعل سبريد الفوركس في هذه الأزواج ضيقًا، وأحيانًا يصل إلى أقل من نقطة واحدة (أقل من 1 Pip). هذا يفيد المتداولين الذين يعتمدون على استراتيجيات قصيرة المدى مثل السكالبينج أو التداول اليومي.

في المقابل، الأزواج النادرة أو الغريبة (Exotic Pairs)، مثل USD/TRY أو EUR/SEK، تُظهر سيولة أقل بسبب قلة المتداولين، مما يؤدي إلى اتساع سبريد الفوركس فيها، وأحيانًا يصل إلى 10 أضعاف مقارنة بالأزواج الرئيسية، مما يزيد من تكلفة الصفقة.

 

توقيت الجلسات وتقلبات السوق

يؤثر توقيت الجلسات التداولية على حجم السيولة، وبالتالي على سبريد الفوركس. خلال الجلسات الأوروبية والأمريكية، حيث النشاط التجاري في أوجه، تكون السيولة مرتفعة والسبريد ضيق. أما خلال جلسة آسيا وأوقات ما بعد الظهر في السوق الأمريكي، تنخفض السيولة، ويبدأ سبريد الفوركس في الاتساع. تُعتبر الفترات التي تسبق وتلي عطلات البنوك الرسمية أو العطلات العامة في الأسواق الكبرى فترات ذات سيولة منخفضة، ما يؤدي إلى توسع في السبريد. التقلبات السعرية المرتفعة أيضًا تسبب زيادة في السبريد، حيث يلجأ الوسطاء إلى توسيع الفارق بين أسعار البيع والشراء لتغطية المخاطر المحتملة.

 

الأخبار الاقتصادية وتأثيرها على السبريد

تصدر البيانات الاقتصادية الهامة مثل تقارير الوظائف، الناتج المحلي الإجمالي، أو قرارات البنوك المركزية، أثرًا مباشرًا على تقلبات السوق. عند صدور هذه الأخبار، تزداد حدة التذبذب في الأسعار، فيتسع سبريد الفوركس بشكل ملحوظ. هذا التوسع في السبريد قد يصل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف المعتاد، مما يجعل التداول في هذه اللحظات أكثر تكلفة ومحفوفًا بالمخاطر. لذلك، ينصح المتداولون الذين لا يمتلكون خبرة عالية بتجنب فتح صفقات جديدة أثناء صدور الأخبار أو استخدام أوامر وقف الخسارة بحذر شديد.

 

تأثير السبريد على تكلفة الصفقة والأرباح

يُعد سبريد الفوركس أحد العوامل الخفية التي تتحكم بشكل مباشر في ربحية المتداول. فعلى الرغم من أن الكثير من المتداولين يركزون على اتجاه السوق وحجم الصفقة فقط، إلا أن تجاهل تأثير سبريد الفوركس قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة.

كل صفقة تبدأ دائمًا بتكلفة مبدئية هي مقدار السبريد. على سبيل المثال، إذا فتحت صفقة شراء على زوج EUR/USD بسعر 1.1050 وكان السعر الفوري للبيع 1.1048، فإنك تبدأ الصفقة بخسارة مقدارها 2 نقاط. هذا يعني أنه يجب على السعر أن يتحرك في الاتجاه الصحيح بمقدار أكبر من سبريد الفوركس حتى تبدأ بتحقيق ربح حقيقي.

تأثير السبريد على تكلفة الصفقة والأرباح

كلما زاد سبريد الفوركس، زادت تكلفة التداول. هذا يُصبح أكثر وضوحًا في استراتيجيات التداول قصيرة الأجل مثل السكالبينج أو التداول اليومي، حيث يكون الربح المتوقع من كل صفقة صغيرًا، وفي كثير من الأحيان يكون بضع نقاط فقط. إذا كان السبريد يعادل نفس هذا الربح، فإن الصفقة تصبح عديمة الجدوى.

أما في استراتيجيات التداول متوسطة أو طويلة الأجل، فقد يكون التأثير النسبي للسبريد أقل، لكنه لا يزال موجودًا، خاصة عند تكرار الصفقات أو عند التداول بأزواج عملات يكون فيها سبريد الفوركس واسعًا. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل إن سبريد الفوركس يؤثر كذلك على إدارة المخاطر. عندما يكون السبريد كبيرًا، تصبح أوامر وقف الخسارة أقل فاعلية، لأنها تُفعل بشكل أسرع حتى في تحركات بسيطة، ما يزيد من احتمالية الخسارة قبل أن يأخذ السوق اتجاهه الطبيعي.

ولهذا السبب، يحرص المتداولون المحترفون على اختيار وسطاء يوفرون سبريد الفوركس منخفضًا وثابتًا قدر الإمكان، ويبتعدون عن الأوقات التي يتسع فيها السبريد مثل فترات الأخبار أو انخفاض السيولة. ومن خلال هذه المعلومات نستنتج أن تجاهل تأثير سبريد الفوركس على تكلفة الصفقة قد يعرّضك لخسائر مستمرة دون أن تدرك السبب، بينما فهمه بدقة يمكن أن يمنحك ميزة حقيقية في الأسواق.

 

استراتيجيات لتقليل تأثير السبريد

يُعد سبريد الفوركس أحد أهم التكاليف التي يتحمّلها المتداول، خاصة عند تنفيذ الصفقات بشكل متكرر أو باستخدام استراتيجيات قصيرة الأجل. لذلك، من الضروري فهم كيف يمكن تقليل تأثير هذه التكلفة على الأداء العام، وزيادة فرص تحقيق أرباح مستقرة. فيما يلي أبرز الاستراتيجيات العملية التي تساعد على ذلك:

استراتيجيات لتقليل تأثير السبريد

التداول في أوقات السيولة العالية

عند ارتفاع السيولة في السوق، يكون الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع، أي سبريد الفوركس، في أدنى مستوياته. وتحدث هذه الفترات عادة خلال تداخل الجلسات العالمية الكبرى، مثل الجلسة الأوروبية والأمريكية. استغلال هذه الأوقات يساعد على تقليل تكلفة الدخول والخروج من الصفقات.

 

استخدام الأوامر المحددة (limit orders)

بدلاً من تنفيذ أوامر السوق الفورية، يُفضل استخدام أوامر الشراء أو البيع المحددة (Limit Orders). هذه الأوامر تتيح لك التحكم في السعر الذي تُفتح به الصفقة، مما يقلل من خطر الانزلاق السعري، ويُجنبك الدخول في صفقات عندما يكون سبريد الفوركس مرتفعًا.

 

تجنب التداول وقت الأخبار

خلال الفترات التي تُعلن فيها أخبار اقتصادية مهمة، يرتفع التذبذب في السوق بشكل حاد، ما يؤدي إلى اتساع سبريد الفوركس بشكل مؤقت. من الأفضل تجنب الدخول في صفقات جديدة خلال هذه الأوقات لتفادي التكاليف العالية أو التحركات المفاجئة.

باستخدام هذه الاستراتيجيات بشكل متكامل، يمكن لأي متداول تقليل تأثير سبريد الفوركس وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من كل صفقة يتم تنفيذها في سوق الفوركس.

 

الفرق بين السبريد والعمولة

الفرق بين السبريد والعمولة

من الضروري لكل متداول أن يفهم الفرق بين سبريد الفوركس والعمولة، لأن كلاهما يمثلان تكلفة على الصفقة، ولكنهما يختلفان في طريقة الاحتساب والتأثير على الأداء العام للتداول. سبريد الفوركس هو الفرق بين سعر العرض (البيع) وسعر الطلب (الشراء) لزوج العملات. يُحسب بالوحدات النقطية المعروفة بالـ “بيب” (Pip)، وهو يُخصم تلقائيًا عند فتح الصفقة. أي أن المتداول يبدأ التداول بخسارة مقدارها هذا السبريد، ولا يحقق ربحًا إلا عندما يتحرك السعر في الاتجاه المرغوب به بمقدار يتجاوز السبريد.

أما العمولة فهي رسوم ثابتة أو متغيرة يفرضها الوسيط على كل عملية تداول (فتح الصفقة أو إغلاقها أو كليهما). تُحسب عادة كنسبة مئوية من حجم الصفقة أو كقيمة مالية ثابتة لكل لوت (وحدة تداول). على سبيل المثال، قد يفرض الوسيط عمولة 7 دولارات لكل لوت يتم تداوله، بغض النظر عن قيمة السبريد.

بعض الوسطاء يقدمون ما يُعرف بـ “حسابات بدون عمولة” ولكنهم في المقابل يرفعون قيمة سبريد الفوركس، ما يعني أن التكلفة لا تختفي، بل تتغير فقط في شكلها. في حين أن وسطاء آخرين يقدمون حسابات ECN بسبريد منخفض جدًا ولكن مع عمولة واضحة، ما يجعل التكلفة شفافة وأكثر دقة في التقدير.

الاختيار بين سبريد الفوركس أو العمولة يعتمد على استراتيجية التداول:

  • إذا كنت تتداول بشكل متكرر وبحجم كبير (مثل السكالبينج)، فقد يكون من الأفضل اختيار حساب يكون فيه سبريد الفوركس ضيق والعمولة واضحة.
  • أما إذا كنت تتداول على المدى الطويل، فربما يكون سبريد الفوركس الأوسع دون عمولة خيارًا أفضل لتقليل التكاليف الإجمالية.

 

السبريد في أنواع الحسابات

يختلف سبريد الفوركس من نوع حساب لآخر، ويعتمد ذلك على نموذج التنفيذ الذي يعتمده الوسيط، ونوع المتداول الذي يُستهدف بهذا الحساب. لذلك من المهم أن يعرف المتداول الفروقات بين الحسابات الأساسية، واختيار الأنسب منها بناءً على احتياجاته واستراتيجيته.

 

حساب ECN

في حسابات ECN (شبكة الاتصال الإلكتروني)، يتم تنفيذ الصفقات مباشرة في السوق دون تدخل من الوسيط، ما يسمح بتضيق سبريد الفوركس، يصل في بعض الأحيان إلى 0.0 نقطة. لكن هذا النوع من الحسابات غالبًا ما يتطلب دفع عمولة لكل صفقة، ويُناسب المتداولين المحترفين الذين يبحثون عن شفافية عالية وسرعة تنفيذ.

 

الحسابات الإسلامية

العديد من وسطاء الفوركس يقدمون حسابات إسلامية خالية من الفوائد الربوية (السواب)، لتتوافق مع أحكام الشريعة. في بعض الحالات، يتم تعديل سبريد الفوركس في هذه الحسابات لتعويض غياب رسوم التبييت، مما قد يجعل السبريد أعلى قليلًا من المعتاد. لذلك من المهم التحقق من تفاصيل كل حساب قبل فتحه.

 

حسابات المبتدئين

تُصمم هذه الحسابات عادة للمتداولين الجدد، وتتميز بسهولة الاستخدام ومتطلبات إيداع منخفضة. لكن في المقابل، غالبًا ما يكون سبريد الفوركس فيها أوسع من الحسابات المتقدمة، لتعويض غياب العمولات أو الخدمات الإضافية.

باختصار، نوع الحساب له تأثير كبير على قيمة سبريد الفوركس التي يدفعها المتداول. لذا من الضروري دراسة الخيارات المتاحة بعناية قبل اختيار الحساب المناسب.

 

كيف تقارن بين وسطاء الفوركس حسب السبريد؟

كيف تقارن بين وسطاء الفوركس حسب السبريد

اختيار الوسيط المناسب يُعد خطوة أساسية في تقليل تكاليف التداول، ويُعتبر سبريد الفوركس من أهم العوامل التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند مقارنة الوسطاء. في الجدول التالي نقدم مقارنة مبسطة لأشهر الوسطاء من حيث نوع الحساب ومتوسط السبريد على زوج EUR/USD، وهو أحد أكثر أزواج العملات تداولاً في السوق:

IC Markets: من أكثر الوسطاء شهرة بين المتداولين المحترفين، إذ يوفر سبريد الفوركس منخفض للغاية مع تنفيذ سريع وشفافية عالية.

Pepperstone: يقدم حساب ECN بتكاليف منافسة ويُستخدم كثيرًا في استراتيجيات السكالبينج والتداول السريع.

CMC Markets: خيار مناسب للمتداولين الجدد، حيث يقدم حسابات سهلة الاستخدام وإن كان سبريد الفوركس فيها أوسع قليلاً.

الوسيط نوع الحساب متوسط سبريد الفوركس (EUR/USD)
IC Markets RAW/ECN حوالي 0.32 نقطة
Pepperstone Razor (ECN) حوالي 0.36 نقطة
CMC Markets Standard حوالي 0.73 نقطة

من المهم أن يعرف المتداول أن سبريد الفوركس قد يختلف من وقت لآخر حسب ظروف السوق، لذا من الأفضل مراقبة الأداء الفعلي عبر حساب تجريبي أو من خلال الموقع الرسمي للوسيط.

 

الأسئلة الشائعة حول سبريد الفوركس

  1. ما هو السبريد في تداول الفوركس؟

سبريد الفوركس هو الفرق بين سعر البيع (Bid) وسعر الشراء (Ask) لزوج العملات.

  1. ما الفرق بين السبريد الثابت والمتغير؟

الثابت لا يتغير بتقلّب السوق، بينما المتغير يتأثر بعوامل مثل السيولة والتقلبات.

  1. كيف يؤثر حجم السبريد على تكاليف التداول؟

كلما زاد سبريد الفوركس، زادت تكلفة التداول، مما يقلل من الأرباح المحتملة.

  1. كيف يمكنني تقليل تأثير السبريد على تداولاتي؟

التداول في أوقات السيولة المرتفعة.

  1. استخدام حسابات ECN ذات سبريد الفوركس منخفض.

تجنّب التداول خلال صدور الأخبار الاقتصادية الحادة.

  1. ما هي العوامل التي تؤثر على حجم السبريد؟

هناك عدة عوامل تؤثر على سبريد الفوركس وهي: حجم السيولة في السوق، ونوع زوج العملات (رئيسي أم نادر)، والتقلبات والأحداث السياسية، ونوع الحساب والوسيط المستخدم.

المصادر:

 

5/5 - (8 أصوات)
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.