حكم التداول عبر الإنترنت في الفوركس

أصبح التداول عبر الإنترنت في الفوركس أحد أهم أشكال الاستثمارات التي تجذب ملايين من الأشخاص في العالم نظرا للأرباح العالية التي يمكن تحقيقها، وفي وقت قصير من خلال التجارة في العملات الأجنبية، عبر الاستفادة من التقلبات الدائمة في أسعارها، ولكنه أيضا من المجالات التي تثير تساؤلات كثيرة لدى المتداولين في العالم العربي، ومن أهم هذه التساؤلات هي عن حكم تداول العملات الأجنبية في الشريعة الإسلامية، وهل يتناسب مع أحكامها أم لا؟

حيث يعتبر الكثيرون أن تداول الفوركس غير متسق مع أحكام الشريعة الإسلامية، بسبب الفوائد التي تعرف بالسواب Swap، لذلك سوف نشرح في هذا المقال طبيعة التداول في الفوركس وحسابات التداول التي تقدم خيارات مختلفة تناسب المتداولين الذين يريدون الاستثمار بطرق تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.

التداول عبر الإنترنت في الشريعة الإسلامية

التداول عبر الإنترنت أولا، هو استخدام الإنترنت لإجراء عمليات التداول في عدة مجالات، من بينها تداول العملات الأجنبية، وتداول العملات الرقمية، وتداول الأسهم والسندات، وذلك عبر منصات رقمية تتيحها أو تدعمها شركات الوساطة، والتي تتيح للمتداول عدة أدوات تمكنه من تقييم وإجراء صفقات التداول من خلال هاتفه أو حاسوبه.

وعند الحديث عن التداول عبر الإنترنت هنا وحكمه في الشريعة، نخصص بالتحديد تداول الفوركس، باعتباره أبرز وأهم أشكال التداول عبر الإنترنت، وأكثرها انتشارا وأكبرها حجما.

ومع تطور واتساع التداول عبر الإنترنت في العالم في مجالات مختلفة مثل الفوركس والكريبتو وكذلك الأسهم، ونظرا لحقيقة أن المسلمين يشكلون حوالي ربع سكان العالم، لذلك يدور دائما التساؤل حول مدى اتساق تداول الفوركس مع أحكام الشريعة الإسلامية.

كما أصبح هناك اهتمام كبير في العالم العربي الذي يشكل المسلمون غالبيته العظمى بتداول الفوركس، بل وأصبحت بعض الدول العربية أحد أهم مراكز التداول في العالم مثل الإمارات، وهناك اهتمام كبير لدى المستثمرين حول معرفة موقف الإسلام من هذا النوع من الاستثمار.

وهناك وجهة نظر ترى أن البحث عن تحسين موارد الدخل، وأن التجارة هي أحد وسائل هذا الأمر، لا يتنافى مع أحكام الإسلام في شئ، وبما أن تداول الفوركس هو أحد أشكال التجارة، وخاضع لقواعد واحتمالات الربح والخسارة، فبالتالي ليس منافيا أو مخالفا لقواعد الشريعة.

التداول عبر الإنترنت من خلال حساب إسلامي

بالرغم من وجود عدة وجهات نظر وتفسيرات تؤكد أن التداول عبر الإنترنت في الفوركس أحد أنواع التجارة، وأن الإسلام يبيح التجارة والاستثمار، إلا أن البعض لا يزال لديه بعض الشكوك حول صحة هذه الآراء ووجهات النظر.

لذلك تتيح شركات الوساطة نوع خاص من الحسابات التي تتلائم مع أحكام الشريعة الإسلامية وهي حسابات التداول الإسلامية، والتي ظهرت وتطورت في السنوات الأخيرة، وأصبحت تجذب قطاع كبير من المستثمرين كان لديهم تحفظات دينية حول تداول الفوركس، ولكن مع وجود هذه الحسابات أصبح هناك إقبال متزايد في العالم العربي على الاستثمار في الفوركس عبر هذا النوع من الحسابات.

وتتيح الشركات عدة خيارات فيما يتعلق بالحسابات التي تتناسب ع احتياجات المستثمرين ومدى معرفتهم بالسوق بدءا من الحسابات التجريبية والحسابات الصغيرة، وصولا للحسابات القياسية، ثم الحسابات الممتازة، وأخيرا الحسابات الإسلامية التي تتناسب مع قواعد الشريعة الإسلامية، كما أصبحت تتيح معظم منصات التداول أيضا حسابات التداول الإسلامية كخيار لتداول الفوركس.

كيف يعمل حساب التداول الإسلامي؟

حسابات التداول الإسلامية هي أحد الخيارات التي توفرها شركات الوساطة في الفوركس ومنصات التداول لمن يرغبون في تداول الفوركس وفق تعاملات وقواعد تتفق مع أصول ومبادئ الشريعة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي الخالي من الفوائد الربوية، وتعرف أيضا بالحسابات الخالية من التبادل، حيث أنها لا تفرض أي رسوم على التبادل حتى صباح اليوم الآخر.

وبما أن الشريعة الإسلامية لا تبيح تراكم الفوائد، فإن حساب تداول الفوركس الإسلامي، يختلف عن الحساب العادي بأن المتداول لا يدفع أو يتلقى أي فوائد ربوية، كما أن المعاملات تتم بدون تأخير، حيث يتم تحويل العملات ودفع التكاليف بشكل فوري.

ويمكن توضيح ما يتميز به حساب التداول الإسلامي في أربع نقاط رئيسية، وهي:

  • عدم دفع أو تلقي أي فائدة ربوية
  • إجراء عمليات تبادل العملات بشكل فوري 
  • حظر المقامرة وألعاب الحظ
  • تقاسم كلا من الأرباح والمخاطر على حد سواء
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.